يعتبر التزوج من الدمى الصناعية أمراً غير مألوف ولا يتماشى مع المعايير الاجتماعية والثقافية في مجتمعاتنا. فالزواج هو عقد اجتماعي وقانوني بين شخصين يتم بموجبه تحديد الحقوق والواجبات بينهما وتشكيل أسرة، وهو يعتمد على الحب والاحترام والتفاهم بين الطرفين.
ومن الجدير بالذكر أن الدمى الصناعية هي مجرد أشياء غير حية ولا تمتلك القدرة على التفاعل الاجتماعي والعاطفي كبشر، ولا يمكنها توفير الدعم العاطفي والاجتماعي الذي يحتاجه الإنسان من شريك حياته.
لذلك، يجب الانتباه إلى أن التزوج من الدمى الصناعية ليس حلاً عملياً أو واقعياً للمشاكل العاطفية أو الاجتماعية التي يواجهها الإنسان، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل وعدم تحسين الحالة النفسية للفرد.
وبشكل عام، يجب السعي إلى الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي المناسب من الأصدقاء والعائلة والمجتمع، والبحث عن حلول عملية وواقعية للمشاكل العاطفية والاجتماعية التي يواجهها الفرد.
عد أن حصل الياباني «أكيهيكو كوندو»، على شهادة زواج من «الفتــاة» التي يحبها، وعلى الرغم من أنه أقام حفل زفاف ضخم ومكلف، إلا أن والدة العريس «كوندو»، والكثير من أقربائه وأصدقائه رفضوا حضور زفافه، وربما يكون قرارهم بديهيًا وليس بالأمر المفاجئ، وذلك كون ابنهم كان قد عقد قرانه على صورة «هولوغرام»، وليس على فتاة حقيقية.
وفي تفاصيل هذا الزفاف الغريب، نقلت صحيفة «ذي ديلي ستار The Daily Star» البريطانية، بأن «أكيهيكو كوندو» البالغ من العمر 35 عامًا، كان قد اتخذ من مغنية «واقع افتراضي» ليست حقيقية، اسمها «هاتسون ميكو» زوجة له، وقال «كوندو» إنه: «لم يكن هناك ما يدعو للاحتفال بالنسبة لأمي». وأشارت الصحيفة البريطانية، بأنه بات من المألوف في اليابان هذه الأيام، أن يقوم الرجل بالزواج من نساء افتراضيات ولسن حقيقيات مثل ما فعل «كوندو»، إذ أنه ووفقًا لإحصاءات عام 1980، فإن واحدًا من بين 50 رجلًا في سن الخمسين يظل عازبًا، ارتفع هذا الرقم مؤخرًا ليشمل رجلًا من بين أربعة.
وتابعت الصحيفة البريطانية، بأن حفل الزفاف الباهظ الذي أقامه الشاب الياباني، على الدمية الافتراضية المتحركة «ميكو»، التي تبلغ من العمر 16 عامًا، وتمتلك عينين واسعتين وضفائر باللون الزمردي الغريب الذي تشتهر به الرسوم المتحركة اليابانية، كان قد كلف العريس «كوندو»، قرابة الـ2 مليون ينّ ياباني، أي ما يقارب الـ17 ألفًا و600 دولار أمريكي، في إحدى قاعات العاصمة طوكيو، وعلى الرغم من أن الزفاف حضره حوالي 40 شخصًا، إلا أن والدته لم تحضر الحفل، ولا أي أحد من أقاربه.
وكانت شخصية العروس «ميكو» الهولوغرام، حاضرة بشكل واقعي على شكل «دمية محشوة»، لم يتجاوز حجمها حجم قطة صغيرة، وصرح العريس «كوندو» لوكالة «فرانس برس» العالمية قائلًا: «لطالما كنت أحب ميكو سان، ولم أخدعها أبدًا». وأضاف الرجل الياباني بعد أسبوع من حفل الزفاف: «أنا أفكر فيها كل يوم». ومن جهتها، أصدرت شركة «غيتبوكس Gatebox»، وهي الشركة التي تنتج جهاز الـ«هولوغرام» الذي يحتوي على الدمية الافتراضية ميكو، «شهادة زواج»، تشهد على زواج إنسان بهذه الشخصية الافتراضية.
المفاجأة.. «كوندو» ليس العريس الوحيد لدمية افتراضية.
وكان الرجل الياباني قد ذكر بأن شركة «غيتبوكس Gatebox»، قد سبق لها وأن أصدرت أكثر من 3700 شهادة زواج بين البشر والدمى الافتراضية. وأضاف أن «بعض الأشخاص أرسلوا له رسائل لدعمه على خلفية القرار الذي اتخذه. وقال كوندو: «أريد أن أشجع أولئك الأشخاص الذين ما زالوا يترددون في اتخاذ قرار تنظيم حفل الزفاف».